كل شئ عن مرض السيلياك لانه ينتشر بين البشر

بسم الله الرحمن الرحيم


مشكلة مرض السيلياك أنه لا توجد أي توعية به على الرغم من أنه ينتشر بسرعة في مجتمعنا الخليجي.


تجري التوعية حاليا بحالة تنتشر بيننا، على الرغم من عدم تعرف الكثير عليها، وهي حالة الحساسية من القمح المسمى بالداء الزلاقي أو السيلياك Celiac disease. 

 

ويعتبره العلماء مرضا نتيجة كون حساسية مادة الغلوتين تصيب الجهاز الهضمي لتسبب ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطنة لجدار الأمعاء، وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة للجسم، مما يحدث ضعفا عاما في الإنسان مع أعراض أخرى مرافقة.


الغلوتين أحد أنواع البروتينات الموجودة في القمح والشعير والشوفان، وحساسية الأمعاء ضده تنتج من اضطراب في تفاعل الجهاز المناعي.


وشدد الدكتور فؤاد العلي، استشاري الجهاز الهضمي وعميد كلية الطب، على أهمية تشخيص المرض وتوعية أسرة المصابين وأقاربهم. وأضاف قائلا: 
- بالرغم من كون هذا المرض نتيجة لاضطراب مناعي مكتسب، فإن الوراثة لها دور كبير. حيث بينت الدراسات أن إصابة احد الوالدين تضاعف فرصة إصابة الأبناء إلى 20 مرة من خلال الموروثات الجينية. ويرتبط بالاضطراب في ردة الجسم المناعي، لذا يعتبر من الأمراض المناعية مثل الاكزيما والقولون التقرحي.


كان نادرا في البالغين
عادة ما تبدأ الأعراض بالظهور في الأطفال منذ سن 6 اشهر، لكن قد يظهر الاضطراب المناعي في أي سن. وقد أشارت عدة دراسات إلى دور الرضاعة الطبيعة في تأخير ظهور الأعراض. وأوضح العلي قائلا:


- نتيجة لاكتشاف عدة حالات في الكويت، وجب علينا زيادة التوعية الجماهيرية والطبية بهذا المرض الذي كان ينظر إليه على انه من أمراض الطفولة، فيما يندر ظهوره في البالغين. بيد ان الواقع هو ان نسبة ظهوره في البالغين ارتفعت، خاصة ما بين عمر الثلاثين والى الستين. 


أهم الأعراض 
وأشار العلي إلى تعدد أعراض مرض السيلياك، وذكر ان أكثرها شيوعا هي المشاكل الهضمية مثل الإسهال أو الإمساك المزمن، والمغص واحتباس الغازات (انتفاخ)، وانخفاض في الوزن والشعور المزمن بالتعب مع ضمور في العضلات. وغالبا ما ترافقه أعراض أخرى مثل الطفح الجلدي والحبوب والبثور على المناطق المعرضة للاحتكاك مثل الكوع والركبة، وسقوط الشعر لعدم وجود تغذية كافية، وفقر الدم الحاد والشحوب وهشاشة العظام وتأثر طبقة مينا الأسنان واضطرابات في إنزيمات الكبد. إضافة إلى الإصابة بالعشى الليلي، وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين أ.


أما في الأطفال، فيتميز المصابون به بقصر القامة وعلامات ضعف النمو. ومنظر الطفل المصاب بمرض السيلياك مميز، من حيث قصر القامة وانتفاخ البطن وتجمع الماء في جسمه من جراء نقص البروتينات مع ضمور في منطقة الورك. 


%98 من الحالات غير مشخص 
أسف العلي من كون %98 من الحالات تعاني بلا تشخيص، لذا فنسبة الإصابة غير معروفة. وتابع موضحا:


- يرجع السبب هنا لكون الأعراض كثيرة ومتنوعة بحيث لا تشير إلى مرض معين. بالنسبة لأعراض الاضطرابات الهضمية والغازات فقد تشير إلى قولون عصبي، أما أعراض الاضطرابات في الدورة الشهرية أو الإجهاض أو فقر الدم فعادة تعزى إلى سوء التغذية أو اضطراب هرموني. كما ان الإصابة بهشاشة العظام ترافق التقدم في العمر وليس لها دلالة حقيقية على المرض. وعليه، فمن السهولة ان تلتبس الأعراض على الطبيب ويعتقد بأنه مرض آخر. 


أمراض ترفع خطر الإصابة به 
يرتفع خطر الإصابة بمرض السيلياك عند الإصابة بأمراض اخرى، والعكس صحيح، فقد يترتب على الاصابة بمرض السيلياك رفع فرصة الإصابة بأمراض أخرى.
ومن هذه الأمراض: داء السكر النوع الأول، حيث تنتشر في هؤلاء المرضى 25 ضعفا مقابل غير مصابين.


بالإضافة إلى الإصابة بالتهابات جلدية معينة والتهاب الغدة الدرقية والتهاب الكبدي المناعي ومتلازمة داروين ومتلازمة تيرنر ولين العظام. وعليه ينصح الأطباء المعالجون للمصابين بهذه الأمراض بان يخضعوهم لفحص مرض السيلياك. 


كيفية التشخيص 
1- من خلال الدلالات المرضية وتاريخ الأعراض.
2- فحص الأجسام المضادة في الدم التي توجد في % 95 من المصابين. وهو فحص يكشف عن الأجسام المضادة، وإنزيم الغلوتامين .
3- لتأكيد التشخيص تؤخذ عينة من الأمعاء خلال فحص المنظار للجهاز الهضمي العلوي. وهو فحص دقيق جدا ويمكن من خلاله تحديد درجة ضمور أهداب ونتوءات الامتصاص.


العلاج
يكمن العلاج الأساسي في اتباع نظام غذائي ممتنع تماما عن تناول كل المثيرات الغذائية المحتوية على مادة الغلوتين. وبيّن الاستشاري فؤاد العلي، انه بالرغم من السهولة التي يوحي بها العلاج فإن تطبيقه صعب. وتابع معللا: 


- الامتناع المقصود به هنا هو امتناع تام. فحتى الكمية القليلة منه ستسبب تحسس الأمعاء وظهور الأعراض، فحتى تلوث أدوات المطبخ أو الملعقة أو الصحون بهذه المادة سيؤثر في الأمعاء ويسبب ردة فعل تحسسية.


وللتنبيه، تحتوي اغلب المواد الغذائية الأساسية على هذه المادة، مثل الخبز والمعجنات والمعكرونة والمواد الحافظة والشيبس وبطاطا المطاعم المقلية، وهو ما يفسر صعوبة استمتاع المصابين بحياة طبيعية، كأن يذهبوا الى المطاعم أو الولائم عند الآخرين، بل والسفر أيضا، نتيجة لصعوبة اختيار نوعية الغذاء المناسبة، وما يواجهونه من إحراج وضغط نفسي بالالتزام بنظامهم الغذائي الصارم. كما ان وطأته تكون أكثر حدة عند إصابة الطفل، فمن الصعب ان نمنع عنه الأغذية التي يحبها، ونوقفه عن تناول الحلويات والكيك والمعكرونة في حين ان اقرانه يتناولون ما يشاءون منها.

الالتزام بالحمية سر العلاج 

يؤكد الخبراء على أن تحسن الأعراض مضمون خلال فترة قصيرة من بدء المصابين بالسلياك بالالتزام بحمية خالية من الغلوتين، بل قد تختفي بعض الأعراض خلال أسبوع. وعادة ما تعود النتوءات والأهداب إلى طبيعتها ويتحسن امتصاص العناصر الغذائية وتتوقف معظم أعراض المرض سريعا.


بيد ان ذلك مشروط بامتناع المريض نهائيا عن جميع الأغذية المحتوية على الغلوتين، وفي حال تناولها ولو بكميات قليلة فان التحسن سوف يعود إلى نقطة البداية ويتكرر ظهور الأعراض.


ومن المهم جدا عدم تناول أي منتج لا يعرف محتواه بصورة دقيقة، حتى الأدوية ومعاجين الأسنان، والحذر عند تناول أي مأكولات خارج المنزل ما لم يكن المريض متأكدا بأنها لا تحوي مادة الغلوتين ضمن مقاديرها أو إضافاتها. وشدد الأطباء على أهمية دور أخصائيي التغذية في مساعدة مرضى السيلياك لإرشادهم للأغذية المناسبة لهم. وللتنويه، فلا يوجد أي مضاعفات من الاستمرار على تلك الحمية الخالية من الغلوتين على المدى الطويل.


وعند المقارنة، لوحظ انخفاض نسبة الإصابة بمرض السيلياك في المجتمعات التي لا يعتمد نظامها الغذائي على القمح. وعليه فإن العلماء يرجعون سبب زيادة نسبة الإصابة إلى زيادة الإقبال على إدخال القمح في الطعام.


الأطعمة الخالية من الغلوتين
يجب أولا التذكير بأن هذه المادة توجد في القمح والشعير والشوفان والحنطة وبعض أنواع المعكرونة والخبز، لذا وجب الاستعاضة عنها بمنتجات خالية من الغلوتين مثل دقيق الذرة والبطاطا والأرز والصويا. وندرج هنا أمثلة على البدائل المقترحة: 


- الخبز: يستبدل بالخبز العادي المصنوع من القمح والشعير والحنطة والشوفان والسميد الخبز المكون من دقيق الذرة والأرز. 
- اللحوم: يمكن تناول جميع أنواع اللحوم مع الحذر من أي منكهات غير معروف مصدرها، ومعاينة محتويات المنتجات المباعة في الأسواق والمطاعم لتحديد محتواها. 
- الخضروات والفواكه: يمكن تناول جميع أنواع الخضروات والفواكه الطازجة من دون إضافة أو منكهات غير معروفة.

سعاد الفريح: ألفت كتابا ليستفيد المصابون من تجربتي

حول الإصابة بمرض السيلياك، بادرت المهندسة سعاد الفريح بإصدار كتاب خاص بتجربتها تشرح فيه معاناتها: 


- مررت خلال السنوات العشر السابقة بحالة من التعب البدني والمعاناة من أعراض مرضية متعددة بلا تعريف للمصدر المرضي. وأكثر ما كان يؤرقني معاناتي الدائمة من فقر الدم على الرغم من تناولي المستمر لحبوب الفيتامينات والحديد.


وقبل 3 سنوات اشتد سوء وضعي الصحي، حيث أصبحت أعاني اضطرابات في إنزيمات الكبد وانخفاضا حادا في الكالسيوم عرضني لهشاشة العظام. والحمد لله، وصلت إلى الحل بعد ان تم تشخيص اعتلالي بكونه إصابة بداء السيلياك. والأمر الذي من المهم التشديد عليه، هو أن امتناعي عن تناول الغلوتين، ترتب عليه توقف معاناتي المرضية، وارتفاع نسبة الدم والكالسيوم، ولم اعد بحاجة الى تناول بدائل الفيتامينات. أي انني استعدت صحتي.


وحول ردة فعلها المبدئية، عندما عرفت طبيعة مرضها قالت:
- استغربت في البداية لكونه مرضا لم أسمع به، فنحن نتناول الخبز والمعجنات منذ نعومة الأظفار وبلا مشاكل. ولذا بحثت في الانترنت عن تعريفه وكيفية التأقلم والتكيف معه، واستفدت كثيرا من خبرة الدول الأخرى. وللتنبيه، فهو مرض منتشر في بعض الدول مثل آيرلندا، لذا تتوافر فيها أنواع من الأغذية خاصة بهم. بيد اننا في الكويت نفتقر الى هذه الخدمة، فهنالك شركة واحدة توفر البدائل الغذائية للمصابين، لكن أسعار منتجاتها غالية، لذا يتعذر على الكل العيش عليها، فنحن لا نتحدث عن تغيير لعدة أشهر بل لتغيير النظام الغذائي طوال العمر.


وعن فكرة الكتاب قالت الفريح أنها أرادت عمل كتاب يضم الخبرة والمعلومات التي اطلعت عليها خلال فترة البحث والعلاج، بخاصة لكونها اطلعت على تجارب عالمية وترجمة عدة دراسات. 


كما يتضمن الكتاب وصفات واقتراحات لبدائل للخبز لأهميته في نظامنا الغذائي، حتى تعم الفائدة. وتأتي أهمية الكتاب بخاصة لكونه مرضا بدأ ينتشر في دول الخليج. 

منتجات خاصة 

نتيجة لانتشار مرض السيلياك في عدة دول أوروبية، قامت عدة شركات بتسويق منتجات غذائية خالية من الغلوتين، خاصة بهؤلاء المصابين كالحلويات وبدائل الخبز والمعكرونة وغيرها. وللتنبيه، يمكن للمصاب أن يتناول الذرة والرز والبطاطا والخضروات، لكن مع الحرص على نظافة الأدوات المستخدمة في الطبخ وعدم تلوثها بالغلوتين من الطبخات السابقة.

قد يسبب الأورام

مشكلة مرض السيلياك قلة التوعية به أو انعدامها. وللأسف، تمر بعض حالات تحسس الأطفال الذين يعانون من ضعف النمو على العيادات من دون تشخيص صحيح، نظرا الى تشابه أعراضه مع الالتهابات المعوية الأخرى. فيعاني الطفل من أعراض تعزى الى قلة الأكل وأعراض عضوية أخرى لها تأثير كبير في نموه بشكل صحيح، كل ذلك نتيجة تناوله لمادة الغلوتين المثيرة لتحسس جسمه. كما أن استمرار الاستثارة والنوبات التحسسية يؤدي إلى تكون التهابات وتقرحات معوية حادة ومزمنة، ما يرفع خطر الإصابة بالأورام مثل أورام الجهاز الهضمي وليمفوما الأمعاء.

الوقاية 

بالرغم من وجود استعداد وراثي عند البعض للإصابة بالحساسية، فإن الدراسات بينت وجود طرق تؤخر ظهور المرض أو تخفف من وطأته، من أهمها: 
- الرضاعة الطبيعية للطفل لأطول فترة ممكنة. 
- تأخير دخول القمح ومشتقاته في تغذية الأطفال. 
- تناول وجبات غذائية صحية ومتكاملة. 
- التشخيص والعلاج المبكر بالامتناع عن المتحسسات.

منقول 

ساهم في نشر الموضوع :

Digg it StumbleUpon del.icio.us Google Yahoo! reddit

0 التعليقات:

إرسال تعليق